طلبة يدمنون على مشروبات الطــاقة ومخدرات غير تقليدية

كشف نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، عن تسجيل حالات لطلبة أدمنوا على تعاطي مشروبات الطاقة، بهدف زيادة تركيزهم أثناء الامتحانات، ما انعاستغفر اللهعليهم بالسلب، وأثر في صحتهم، وتم نقل عدد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وقال المزينة في حوار خاص لـ«الإمارات اليوم» إن «شرطة دبي لم تسجل زيادة في أعداد المتعاطين خلال العام الماضي أو الشهور الخمسة الماضية من العام الجاري، لكن لاحظت في المقابل اتجاه شباب إلى مخدرات غير تقليدية مثل العقاقير»، لافتاً إلى أن مؤسسات مدنية تقصر في أداء أدوارها في تأهيل المدمنين.

وأضاف أن «القيادة العامة لشرطة دبي أدركت مبكراً أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، خصوصاً أن بعض مروجي المخدرات يلجأون إلى استخدام الانترنت لترويج سمومهم، لذا حرصت شرطة دبي على التواصل المباشر مع الشباب من خلال تلك المواقع، ووجهت نصائح مهمة لهم مثل عدم تعاطي عقاقير يبيعها مروجوها باعتبارها منشطة للذهن، لكنها تجر متعاطيها إلى فخ المخدرات.

معدل التعاطي

وتفصيلاً، قال نائب القائد العام لشرطة دبي، إنه لا توجد زيادة في معدل التعاطي، لافتاً إلى وجود نحو 300 شخص يخضعون للفحص الدوري، وتسجيل نحو 267 قضية تعاطٍ خلال العام الماضي، لافتاً إلى أن «مؤشر حالات التعاطي يكاد يكون ثابتاً خلال السنوات الأخيرة».

وتابع المزينة أن «هناك بعض المشكلات في مواجهة هذه الآفة، منها عدم اضطلاع بعض المؤسسات المدنية بدورها في إعادة تأهيل المدمن، والعزوف عن مساعدته، سواء من خلال علاجه أو تقديم الرعاية المناسبة له حتى يندمج مجدداً في المجتمع، ما يدفعه إلى العودة بقوة إلى أصدقاء السوء والرجوع إلى الإدمان مجدداً».

وأشار إلى أن «وزارة الداخلية في الدولة تبذل أقصى ما بوسعها لمواجهة هذه الآفة، سواء من خلال تكثيف عمليات الضبط وتعقب العصابات المروجة للمخدرات، أو توفير الرعاية اللاحقة للمدمن، سواء بوضعه على الفحص الدوري أو تأهيله، لكنها لا يمكن أن تتحمل المسؤولية بمفردها بينما تتخلى بعض المؤسسات عن دورها».

وأكد المزينة أن «المدمن ليس مجرماً، لكنه شخص مريض يمر بأزمة صحية قاسية، وفي حال علاجه منها يستلزم الأمر تكاتفاً كبيراً من جانب المؤسسات المعنية وأفراد أسرته، لأنه يكون حساساً للغاية تجاه المجتمع واحتمالات عودته إلى الإدمان تبقى قوية للغاية، طالما لم يتلق المساعدة من جانب أسرته».

وأفاد بأن «من خلال تقصي حالات بعض المدمنين المتعافين، تبين وجود تعامل غير مقبول من جانب عائلات لأبنائهم المرضى، إذ تنبذهم وتقصيهم بطريقة غير إنسانية»، معتبراً أن هذه النظرة السلبية يتعين أن تختفي كلياً، لأن البديل في هذه الحالة هم أصدقاء السوء الذين يتلقفونه مجدداً ويعيدونه إلى الطريق نفسه».

الحالة النفسية

وكشف المزينة في سياق حديثه مع «الإمارات اليوم» عن السيكولوجية أو الحالة النفسية لكثير من المدمنين، موضحاً أن «المدمن لا يفضل تعاطي المخدرات بمفرده، ويحرص على جذب أكبر عدد من أصدقائه، خصوصاً من هم في مستوى اجتماعي أفضل، حتى تهون عليه مصيبته في حال اكتشاف أهله أنه مدمن، إذ يخبرهم وقتها بأنه لا يفعل ذلك بمفرده، بل معه ابن فلان وغيره».

واستناداً إلى ذلك نصح المزينة الآباء بتقصي سلوك أبنائهم جيداً، ورصد أصدقائهم، والتأكد من انهم ينتمون إلى الفئة الاجتماعية نفسها، ومتابعة أي تغيرات على سلوك الأبناء، خصوصاً في ما يتعلق بالسهر إلى أوقات متأخرة أو الأعراض الصحية الأخرى.

وأفاد نائب القائد العام لشرطة دبي، بأن بعض مروجي المخدرات يستهدفون الطلبة خصوصاً بالأنواع غير التقليدية مثل العقاقير، لذا حرصت شرطة دبي على تكثيف جرعة التوعية داخل المدارس والمؤسسات التعليمية، واستخدام مدمنين تائبين لشرح تجاربهم، مؤكداً أنه لم يتم رصد أي ظواهر مثيرة للقلق بين صفوف الطلبة، سواء من حيث التعاطي أو الترويج.

وأوضح أن «المشكلة لدى بعض المراهقين فضولهم لتجربة أشياء ربما تكون ضارة بهم، معتقدين أنها تزيد من تركيزهم وقدرتهم على المذاكرة، مثل إدمان بعضهم على تعاطي مشروبات الطاقة»، لافتاً إلى «تسجيل بعض الحالات التي نقلت إلى المستشفى نتيجة تعرضها لمشكلات صحية، بسبب الإفراط غير الصحي في تعاطي هذه المشروبات».

«فيس بوك»

وحول سبل التعاطي مع الشباب خلال المرحلة الحالية، قال المزينة إن «القيادة العامة لشرطة دبي أدركت أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتحديداً الإنترنت، في التواصل مع الشباب، ولاحظت إقبال الشريحة العظمى في العالم على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيس بوك) و(تويتر)، لذا قررت مشاركتهم هواياتهم من خلال صفحتين متخصصتين تحويان معلومات مهمة جداً عن أضرار المخدرات وسبل تجنبها».

وأوضح أن «شرطة دبي لم تهتم فقط بالجانب الأمني ومكافحة الجرائم، إذ أدركت جيداً أن تفوقها باعتبارها جهازاً أمنياً يكمن في كيفية تقديم خدماتها كافة عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى زيارة مراكز الشرطة أو المؤسسات الأمنية، لافتاً إلى أن «العصابات المختلفة، خصوصاً التي تتاجر في المخدرات تستخدم تلك التقنيات بكفاءة كبيرة الآن، وتروج سمومها عبر مواقع الإنترنت، لذا تحرص الأجهزة الأمنية على التقدم بخطوة والوصول إلى الشباب عبر نوافذهم المفضلة».

وحول إقبال الأسر التي تضم مدمنين على التواصل مع شرطة دبي، أشار المزينة إلى أن «هذه مسألة مهمة، وتدعو الشرطة إليها دائماً، حتى تستفيد تلك الأسر من المادة (47) في القانون التي تعفي من يبلّغ عن نفسه أو تبلّغ عنه أسرته من الشق الجزائي، ويخضع فقط لعملية تأهيل».

وأكد أن «شرطة دبي لديها قناعة بأن مشكلة المدمن ليست أمنية على الإطلاق، لذا تحرص على عدم تحريك أي إجراء قانوني ضد المتعاطي الذي يضبط للمرة الأولى، إذا لم يتورط في ترويج أو تكون له علاقات بتجار ويقبض عليه معهم»، لافتاً إلى أن هناك حرصاً على مستقبل الشباب، خصوصاً إذا كانوا طلبة، لكن يتعين على الأسر والمؤسسات المعنية مثل المدارس والجامعات لعب دورها في هذا الصدد، وحماية الأبناء من هذه الآفة، وإعادة استيعابهم مجدداً إذا تلقوا العلاج.

وفي ما يتعلق بحرص بعض الأسر على سمعتها ولجوئها إلى علاج أبنائها في الخارج، قال المزينة إن «هذه مسألة عائلية، وأدرك جيداً ارتباطها بعادات وتقاليد معينة، لكن كل ما أتمناه أن تتحقق النتيجة سواء تم علاج الشاب تحت رعاية أسرته أو تحت إشراف الشرطة»، مؤكداً أن «الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تضمن السرية التامة في حال تلقي معلومات من أسرة ما حول وجود مدمن بين أفرادها، ويتم علاجه ومتابعة حالته من خلال برنامج الفحص الدوري دون أن يعرف أحد».